أيها الأب أنت شمس بيتك فإياك والغروب - شرعي

شريط إخباري
ما هي اليمين المتممة؟   **   ما هي اليمين الحاسمة؟   **   الاعتقاد السائد عند كثير من المحامين و/او المرافعين الشرعيين هو عدم جواز تقديم استئناف الا بعد صدور حكم قطعي ، الحقيقة ان  هذا الاعتقاد خطا   **   اختلاف قضاة الاستئناف في تفعيل المادة السادسة من نظام تأسيس محكمة الاستئناف الشرعية (تشريع فلسطين 1918-1925)   **   طلب الزوج تأجيل الدعوى لتوقع خروجه من السجن بعد شهر من الموعد المحدد فرفضت محكمة البداية طلبه لكن…..   **  

أيها الأب أنت شمس بيتك فإياك والغروب

أيها الأب أنت شمس بيتك فإياك والغروب

بقلم :أ. رائد عبدالله بدير

دعني أيها الداعية الأب أحدثك شيئا عن الأبوة….دعني أيها الأب ابذل جهد فكري لأدلك على النصوص القرآنية التي تنطق بحقيقة الأبوة… دعني أيها القارئ أن كنت أبا أن اكشف لك عن أعظم وصف وصفت به الأبوة……دعني أيها الداعية لأحدثك عن حقيقة البنوة… دعني اكشف لك عن أعظم وصف تجلت فيه حقيقة علاقة الأبناء في الأسرة الواحدة…..دعيني أيتها الداعية لأحدثك عن حقيقة الأمومة… دعيني أيتها القارئة إن كنت أما أن اكشف لك عن أعظم وصف تجلت فيه حقيقة الأمومة ….اقترب موعد آذان الفجر…لا بد ن انهي مقالتي قبل صياح الديك وصداح المؤذن.. هذا أثمن وقت من أوقات الدنيا للقران الكريم.. قران الفجر يختلف عن قران المغرب أو العشاء …قران الفجر مشهود. اسمح لي أيها القارئ أن نقطع الرحلة اليوم مع نوح عليه السلام لمرة واحدة ثم نعود إليه في رحلتنا المقبلة أن شاء الله تعالى….لن تصمد خواطري أمام أبوة نوح عليه السلام..لقد أصبح من الواجب علي أن أنصف نوح عليه السلام في أبوته….لقد كان شمسا في أبوته.

إذا أردتم أن تعرفوا حقيقة الأبوة السوية….اذا أردتم أن تعرفوا معنى البنوة الحقيقة في البيت الواحد…. وإذا ارتم أن تعرفوا حقيقة الأمومة الهنية النورانية…تصفحوا كتاب الله عز وجل آية آية، توقفوا عند كل كلمة وكلمة، أمعنوا النظر والقوا السمع واحضروا القلوب وانظروا بالبصيرة ..تروا عظمة الأبوة والأمومة والبنوة في الأسرة الواحدة…. يا لروعة هذا النص الذي يكشف عن حقيقة معنى الترابط الأسري والدور الوظيفي المهام المناطة بكل فرد من إفراد الأسرة

إِذْ قَالَ يُوسُفُلِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَوَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ

قف على قدميك إجلالا لهذا النص القرآني العظيم الذي يدل على حقيقة الأبوة وكيف يجب أن تكون.. وحقيقة الأمومة وكيف يجب أن تكون؟ وحقيقة البنوة وكيف يجب أن تكون؟وحقيقةالأخوةكيفيجبانتكون…على علماء الاجتماع أن يركبوا في سفينة الأنبياء.على علماء الاجتماع أن ينحنوا أمام توجيهات الأنبياء عليهم السلام.

إن الأصل في الأبناء ان يكونوا في البيت الواحد السوي والمتوازن كالنجوم. كل منهم يشكل كوكبا للآخر ونجما إلى جنب أخيه. ينير الأخ لأخيه كما ينير الكوكب إلى جانب لكوكب، .. لكنها تبقى كواكب ونورها يختلف عن نور الشمس أو نور القمر…..فالأبناء في البيت الواحد يهدي بعضهم بعضا ويساند بعضهم بعضا ولكن في حدود معينة ..محال ان يقوم الابن مع الابن بدور الأب ..ومحال ان تقوم البنت مع أختها او اخيها بدور الام……والذي يظن منكم أن ابنه يسد مكانه في الاسرة مع اخوته في العطف والحنان والأبوة فهو مخطئ… انتبه إلى تلك الرؤيا العظيمة التي حددت الأدوار وبينت الوظائف…أنت في البيت شمس وزوجك قمر وأولادك نجوم هذا البيت السوي ….لا يمكن للنجم أن يؤدي دور الشمس ولا يمن للشمس ان تؤدي دور القمر ولا يمكن للشمس أو القمر نادية دور النجوم مع أن كلهم في فلك يسبحون وكلهم ضوء في الكون، هذه الأسرة السوية الأصل فيها أن تكون نورا في المجتمع .

أيها الأب قف مع هذا النص القرآني العظيم لتعلم دورك..لتعلم كيف تكون أبا سويا حنونا عطوفا قويا حازما صارما أحيانا فأنت شمس أبنائك تعطيهم القوة والنور …حاجتك في البيت كحاجة الشمس..أنت شمس وليس نجم ولا قمر هذا دورك لا يقوم به غيرك.

أيتها الأم أنت في البيت قمرا منيرا لا يمكن أن تكوني شمسا، ولا نجما.. لا ينبغي لأحد أن يتلاعب في الأدوار….الأبناء في البيت كالنجوم..كل يقوم بدوره لا احد يسد بدل احد ولا احد يتقن دور احد فالكل قد عرف دوره وأهمية الوظيفة المحددة له والصفة التي يحملها فالأبوة تختلف عن البنوة والأمومة تختلف عن الأبوة والبنوة تختلف عن الأمومة. شمس وقمر ونجم.

إذا غبت عن البيت وظننت أن غيرك يسد مكانك فأنت واهم هنالك فراغ لن يملأه إلا أنت لا احد في أسرتك يحمل صفاتك أنت شمس بيتك …مهما سطع نور القمر ومهما تجمعت النجوم فلا تقوم بالدور الوظيفي التي تقوم بها الشمس…

ان رؤيا يوسف عليه السلام رؤيا حق وهي من الله عز وجل ، والله عز وجل خلق الخلق وهو اعلم بهم..وهذا النص القرآني الجليل العظيم المقدس يكشف عن حقيقة الترابط الأسري والدور الوظيفي الذي تنيط بأفراد الأسرة ويكشف عن حقيقة المشاعر والأحاسيس والصفة والهيئة التي ينبغي أن تكون عليها الأسرة السوية وأعظم من ذلك يحدد ويبين ويميز ويوضح الأدوار .

لا يستطيع مخلوق على وجه الأرض مهما علت همته ومهما ارتفعت مرتبه ومهما كان تخصصه ان يعبر عن حقيقة الأسرة وحقيقة الدور الوظيفي لأفرادها … وكيف ينبغي للأسرة أن تكون مثل هذا النص القرآني الجليل…..تصور النجوم وحاجة الناس إليها …تصور الشمس وحاجة الناس اليها إليها…تصور القمر وحاجة الناس إليه…..لكل من النجوم والشمس والقمر خصائصه….الشمس لها صفاتها ولها خصائصها يسطع نورها كل يوم جديد.. في الصباح تكون أشعتها خافتة وفي الزوال تشتد أشعتها كأنها تحرق.. وعند الغروب تكاد ان تكون بلا شعاع فهي تشبه القمر…وهذه حقيقة الأبوة ..على الأب أن رءوفا حريصا حازما قويا وعطوفا عليه أن يكون سراجا وهاجا عليه أن يكون صارما أحيانا….

 

أما الأم فهي النور تماما كالقمر تعطي العلم والهداية لأطفالها الصغار …لا ينبغي أن تكون سراجا وهاجا.. بل هي قمرا منيرا لها دور أجمعت عليه البشرية فهي المدرسة الأولى التي تعد الأجيال جيلا بعد جيل…

أما الأبناء في الأسرة فهم نجوم ليسوا شموسا ولا أقمارا…بل نجوم لا ينبغي لأحد ان يخلط الأوراق..هذه الأسرة التي نريد ..فالمشترك بين الشمس والقمر والنجوم أن فيهن ضياء نور وكل واحد منهن يؤدي دورا في تبديد الظلام على الوظيفة التي أنيطت به. إذا أردت أن تعرف الأسرة كما يريدها الإسلام توقف عند هذه الآية فانك ستعرف معنى الأسرة السوية ….هذا الكلام أشبه بالحلم لكنه الحقيقة هكذا ينبغي أن تكون الأسرة.

لا تعتمد على ابنك في تربية أولادك الصغار…ولا تعتمد على ابنك الكبير لتعليم أبنائك الصغار..له أن يساعد ولكن لا بد من حضورك ولو مستمعا…لا بد أن تكون حاضرا في العملية التربوية التعليمية الأسرية…ابنك مهما بلغ فهو نجم وأخيه نجم..اما أنت فشمس وشتان بين ما تعطي الشمس وما يعطي النجم ولو بالحضور عليك أن تدرك ذلك…إذا غبت عن بيتك غابت شمس بيتك…ألا ترى مكانة اليتيم في الإسلام…إن المساندة الاجتماعية التي يأخذها اليتيم في المجتمع الإسلامي من جميع أفراد المجتمع ما هي إلا تعويض عن شمسه التي ماتت وغابت…..أما أنت إذا غبت عن قصد فلا تحصل لأولادك هذه المساندة…وستكون الحاضر الغائب…وسيكون بيتك بلا شمس…لا أطالب ان تعتكف في البيت.. ولكني أطالبك بان تكون حاضرا في البيت وان ترتب أوقاتك ليكون لبيتك حظا من شمسك فالقمر لا يسد عن الشمس والنجم لا يسد عن الشمس .

إن البعد الاجتماعي في هذا النص العظيم للدلالة عن ترابط وعلاقة ودور أفراد الأسرة يستحق الوقوف أكثر مما ذكرت لكني اكتمه عنكم حتى أصل إليه مع يوسف عليه السلام…….وإن الذي دعاني لأتناوله اليوم هو أبوة نوح عليه السلام لابنه…لقد وقفت كثيرا عند أبوة نوح عليه السلام لابنه… فوجدته شمسا لكن ابنه أبى أن يكون نجما ليستمد نوره من شمس أبيه…..هذا الذي دعاني لأذهب إلى رؤيا يوسف عليه السلام واستبق…..أبوة نوح عليه السلام هي السبب…ومن الأمر ما يكتم….

 

من سلسلة مقالات نشرت في صحيفة الميثاق تحت عنوان “إلى الله….. اركب معي لنبحر في سفينة الأنبياء الحلقة ” 11″ وكانت هذه السلسلة موجهة إلى الدعاة ( 4.3.2009)

 

 

 

 
انتباه : لا تعتبر المادة المنشورة في الموقع ولا بأي حال من الاحوال مادة استشارية قضائية ولن تكون المادة بديلاً للأستشارة القانونية والقضائية ...... كل من يستعمل المواد المنشورة في الموقع بأي طريقة فالمسؤولية كلها تقع على مستعملها ولا تكون لأدارة الموقع اي مسؤولية ولا بأي شكل من الاشكال