هفوات ما قبل الزواج بين النباهة والاستحمار - شرعي

شريط إخباري
ما هي اليمين المتممة؟   **   ما هي اليمين الحاسمة؟   **   الاعتقاد السائد عند كثير من المحامين و/او المرافعين الشرعيين هو عدم جواز تقديم استئناف الا بعد صدور حكم قطعي ، الحقيقة ان  هذا الاعتقاد خطا   **   اختلاف قضاة الاستئناف في تفعيل المادة السادسة من نظام تأسيس محكمة الاستئناف الشرعية (تشريع فلسطين 1918-1925)   **   طلب الزوج تأجيل الدعوى لتوقع خروجه من السجن بعد شهر من الموعد المحدد فرفضت محكمة البداية طلبه لكن…..   **  

هفوات ما قبل الزواج بين النباهة والاستحمار

هفوات ما قبل الزواج بين النباهة والاستحمار

 

اقصد بالنباهة الذكاء والفصاحة وحسن التصرف، واقصد بالاستحمار الغباء والحمق وسوء التصرف. فقد يحدث هفوات في مرحلة مبكرة في سن الشاب أو الفتاة…و قد يمر الشاب أو قد تمر الفتاة بحب عفوي في مرحلة من مراحل الحياة وقبل الزواج…وقد يبقى هذا الحب مخزونا داخل القلب لا يُباح به … إلا أنني لا استطيع أن اسمي هذا حبا ولا ودا ولا ينطبق على أي معنى من المعاني التي ذكرناها في الحلقات السابقة وذلك لسرعة وسرعان تغييره وتبدله….. ولا ارى أي غرابة في ميل قلب فتاة إلى شاب..ولا أي عجب في ميل قلب شاب إلى فتاة…..فاحيانا القلوب لا يمكن السيطرة عليها في مثل هذه الاحاسيس…والشريعة الإسلامية لا تحاسب على ما يبقى في النفوس او تستشعره القلوب في مثل هذه المواضيع …ولكن الخوف كل الخوف ان يتبع هذا الإحساس …كلمة ممنوعة… او لقاء غير مشروع ….هذا الذي تحرمه الشريعة الإسلامية، وفي هذه المرحلة الحرجة من حياة الفتيات ..او الشباب يجب الحذر كل الحذر…وعليهما ان يدركا ان أي علاقة تنشا في فراغ اجتماعي بعيدا عن أحكام الشريعة الإسلامية  فهي من باب العبث والعبثية ….وهذه المواضيع بحاجة إلى مزيد من التوعية والعناية من المسؤلين وصناع القرار الاجتماعي الاسلامي وشرحها في غير هذا المقال. والسؤال الذي اطرحه وبقوة: ما مدى تأثير هذه العلاقة على الحياة الزوجية فيما بعد؟ وهل يجب على الزوجة او الزوج أن يصارح إحداهما الاخر عما صدر منه من هفوات وزلات قبل الزواج؟ بداية لا بد ان أوضح ان العلاقة بين الجنسين إذا نشأت في فراغ اجتماعي فلها تداعيات سلبية على الحياة الزوجية واضرب لكم مثلا كنت شاهدا عليه.. فقد نشأت علاقة بين شاب وفتاة خارج دائرة الأسرة وبطريق غير مشروع..فكانت اللقاءات والاتصالات والرسائل…ثم أصر هذا الشاب على خطبة هذه الفتاة مع أن كليهما في سن صغير نسبيا بعد مشوار طويل من اللقاءات خارج دائرة الأسرة وبعيدا عن أحكام الشريعة الإسلامية…وبعد  الزواج اخذ الزوج يعاير زوجته بحبها له دون دراية أهلها واخذ يشك في تصرفاتها..وأصبحت جملته المشهورة  أن كنت أخفيت علاقتي معك عن اهلك فلا شك انك تخفين عني علاقات مع آخرين وما المانع في ذلك..واخذ يشك في زوجته أنها تبني علاقات مع أصحابه..فمنع عنها الهاتف…وطلب منها أن تترك عملها..وحتى انه حرمها من فتح شبابيك المنزل…  وكنت أنا شخصيا احد المعالجين لهذه القضية…والكلمة التي صرحت لي بها الزوجة انه من الجنون كل الجنون أن تبني الفتاة أي علاقة مع شاب بعيدا عن دائرة الأسرة والشرع……الخ. هذا المثال يحكي عن علاقة ما قبل الزواج انتهت بزواج….بمعنى أن البنت والشاب كانت علاقتهما مع بعضهما البعض فكيف يمكن أن تحدّث الزوجة زوجها أو يحدث الزوج زوجته عن علاقات أو هفوات محرمة قبل الزواج ! ان الشريعة الإسلامية ترفض أي علاقة محرمة قبل الزواج، وتعتبرها علاقة خارجة عما احل الله سبحانه وتعالى. إلا انه وفي حالة وقوعها أو حصولها فان الشريعة الإسلامية تتشوف في أن يستر المسلم والمسلمة نفسيهما، ولا يفتخرا ولا يجاهرا بما صدر عنهما في مرحلة من مراحل حياتهما. وقد أعجبني الأمام البخاري – رحمه الله تعالى – حينما وضع بابا في كتاب الأدب من الصحيح سمّاه” بَاب سَتْرِ الْمُؤْمِنِ عَلَى نَفْسِهِ ”  وهذه لفتة طيبة منه رحمه الله تعالى. فمن المعلوم والمتبادر الى الذهن أن يتستر الإنسان على غيره، والبخاري- رحمه الله تعالى بتسميته هذه يلفت النظر إلى أن أول الستر أن تتستر على نفسك. ولقد ساق البخاري في صحيحه بعد عنونة الباب مباشرة حديثا عن ابي هُرَيْرَةَ وفيه انه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنَ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ * فمن الغباء كل الغباء، ومن الحمق كل الحمق، ان يحدث الرجل زوجته عن هفواته في مرحلة من مراحل حياته.، ومن الإستحمار كل الاستحمار ان تحدث الزوجة عما صدر منها من هفوات في مرحلة من مراحل حياتها قبل زواجها..ومن النباهة كل النباهة ان لا يكون الزوج ولا الزوجة من المجاهرين كاشفين ستر الله عليهم ..بل عليهما أن يطلبا العفو ويرجوا التوبة والمغفرة من الله تعالى سرا لا علانية……واذا أردتم الحديث عن أسباب وموجبات محق الحب من قلوب الزوجين فان ما ذكرت هو من أهم أسبابه…واللفتة العجيبة في حديث البخاري أن الشريعة الإسلامية تمنع وتحرم المعصية ابتداء ، ولكن إذا حدثت توجه وترشد صاحبها في كيفية التعامل معها بعد الوقوع… …انتبه إلى قوله صلى الله عليه وسلم” بات يستره ربه” هذا بيان لنعمة الله سبحانه وتعالى على عباده. وانتبه إلى اللسان العابث ” يصبح كاشفاستر الله عنه” …..اي حياة زوجية هذه التي يحدث فيها الازواج عما سترهم الله تعالى فيكشفون ستره…ان الغاية من الستر هو الاستعجال في التوبة وقلب الصفحة السوداء السرية إلى بيضاء نقية…اما الذي يفتخر بسواد صفحته فلا شك انه احمق يضر بالحياة الزوجية ولو بعد حين ..

 

 

عن كتابي ” تنمية الحب بين الزوجين ” مطبوع دار ابن الجوزي، القاهرة،  ( الشيخ رائد عبدالله بدير )

 

 

 

 

 

 
انتباه : لا تعتبر المادة المنشورة في الموقع ولا بأي حال من الاحوال مادة استشارية قضائية ولن تكون المادة بديلاً للأستشارة القانونية والقضائية ...... كل من يستعمل المواد المنشورة في الموقع بأي طريقة فالمسؤولية كلها تقع على مستعملها ولا تكون لأدارة الموقع اي مسؤولية ولا بأي شكل من الاشكال